رأي

الضواحي الجنوبية.. وسيلة إيران للسيطرة على العواصم

الاثنين, 14 يونيو - 2021
أسست طهران شركات بأسماء مستثمرين سوريين
أسست طهران شركات بأسماء مستثمرين سوريين

الطريق  - غداف راجح

على مفاصل العاصمة الجنوبية، تواصل إيران رسم مشروعها الفارسي بالترغيب حيناً وبالترهيب أحايين أخرى، والهدف من ذلك نسخ تجربة "حزب الله" في دمشق على غرار النسخة الأصلية في ضاحية بيروت الجنوبية، وبالتالي تكون ضاحية دمشق الجنوبية في أيِّ حلٍّ مستقبلي ضماناً لنفوذ وتغوّل طهران على أيِّ سلطة مستقبلية حاكمة في سوريا، كما يفعل "حزب الله" تماماً.

 

ولهذا الغرض؛ أسست طهران شركات بأسماء مستثمرين سوريين، كما جلبت مستثمرين إيرانيين، ولا ننسى شركة جهاد البناء (الذراع العقارية لحزب الله)، ليبدؤوا جميعاً عملهم على قدمٍ وساق.

وتشي المعلومات القادمة من جنوب دمشق، بأنّ طهران تهدف إلى السيطرة على منطقة جنوب دمشق، التي تضمُّ بلدات " ببيلا وعقربا ويلدا وحجيرة والسيدة زينب والذيابية ومخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم" وصولاً إلى منطقة السبينة جنوباً، وعلى هذا الأساس ستُحيط إيران وميليشياتها بدمشق من جزئها الجنوبي بشكلٍ كامل.

 

ولتثبيت هذا النفوذ؛ رُبّما لا نُذيع سرَّاً إذا قلنا إنّ إيران تستقدم يومياً عشرات العائلات من لون طائفي واحد، من المؤيدين لمشروع ولاية الفقيه سواء كانوا عراقيين أو من الأفغان أو لبنانيين أو حتى من السوريين الشيعة القادمين من قرى الفوعة وكفريا ونبل والزهراء، وتقول المعلومات الواردة من جنوب دمشق: إنّ هذه العائلات تستولي على المنازل التي غاب عنها أصحابها نتيجة التهجير القسري الذي يقوم به النظام السوري، أمَّا المنازل التي لم يستطيعوا اقتحامها فتعمل الشركات الإيرانية أو العاملة باسمها بإغراء أصحاب المنازل التي يمتلك أصحابها أوراقَ ملكيَّة (طابو أخضر) بعشرات الملايين في سبيل بيع هذه المنازل.

 

وهنا قد يسأل سائل "كيف توجد منازل لا يمتلك أصحابها أوراقَ ملكيَّة؟ " لكن العارف بالطبيعة الديموغرافية للمنطقة يعلم أنَّ غالبية سكان جنوب دمشق هم من نازحِي الجولان المُحتل أو من الفلسطينيين، وهم أصلاً لا يمتلكون أوراق ملكيّة لهذه المنازل، إذ تُعتبر منازلهم (أملاك دولة) حصلوا عليها إثر نزوحهم من الجولان، وعلى هذا الأساس استطاعت العائلات العابرة للحدود الدخولَ إلى تلك المنازل والاستيطان بها، ولا سيما في مناطق السيدة زينب وحجيرة والذيابية.

 

ومع اقتراب الحل النهائي من التبلور ورحيل الأسد وطغمته الحاكمة؛ تجد إيران نفسها اليوم أنَّها ستعود من سوريا بخُفي حنين، لتخرج بفكرة أنَّ الحل الأفضل لتضع لها قدماً في مستقبل سوريا هو استنساخ ضاحية بيروت الجنوبية في دمشق، حيث إنَّ عمليات التغيير الديموغرافي هذه وعمليات التّشيع القائمة على قدمٍ وساق في أكثر من منطقة في سوريا، ستُعطي لإيران الحق بالتدخل في مستقبل سوريا مع القدرة على رسم صورة الحل النهائي، وستكون حجتها في ذلك حماية المراقد الشيعية والشيعة السوريين وهم سُكّان جنوب دمشق الجدد.