رأي

الحريري.. بين البراغماتية والواقعية

الجمعة, 4 يونيو - 2021
المعارض السوري  نصر الحريري
المعارض السوري نصر الحريري

الطريق  - درويش خليفة

خريج كلية الطب البشري بجامعة دمشق، حاصل على ماجستير في الأمراض الباطنية والقلبية، مختص في أمراض القلب والأوعية الدموية والقسطرة.

شغل منصب رئيس الأطباء في مشفى درعا الوطني، قبل أن يستلم المنصب نفسه في مشفى الأسد الجامعي، بالعاصمة السورية دمشق.

غادر مدينته درعا في الجنوب السوري متجهاً إلى الأردن، تحديداً إلى مخيم الزعتري، يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2012، ليعمل هناك في مهنته (طبيب جراحة قلبية) مع العيادات السعودية بالمخيم. بالإضافة إلى كونه مديراً للمكتب الإقليمي للهيئة الطبية السورية.

نصر الحريري، فرض نفسه بين القادة السياسيين في كيانات المعارضة والثورة السورية، غير أنَّه جمع بين مهمات عدة: 

حيث دخل الائتلاف الوطني المعارض من خلال كتلة الحراك الثوري، وكان عضواً في الهيئة السياسية لأكثر من مرة، حتى تولى منصب الأمين العام في عام 2014. 

ومن هنا تدرَّج في كيانات المعارضة الرسمية، بدءاً من قيادته الوفد الاستشاري للهيئة العليا للمفاوضات عام 2016، وصولاً لرئاسة الهيئة نفسها بعد عامٍ واحد.

وفي ضوء ذلك، أصبح أبو حكيم «نصر موسى الحريري» تحت المجهر المحلي والإقليمي؛ نظراً لتدرجه في معظم المناصب الرسمية لقوى المعارضة السورية.

اعترضت مسيرته السياسية مطبات عديدة، منها ما كان ذاتياً وأخرى موضوعية؛ بسبب الضغوطات الدولية تارةً وتعنُّت نظام الأسد في عدم تطبيق القرارات الدولية تارةً أخرى.

بعد تغريدته التي تنص على عدم ترشحه لانتخابات رئاسة الائتلاف المقررة في منتصف الشهر القادم تموز/ يونيو، عاد اسمه للتداول والنقاش العام.

البعض شكَّك في نواياه، قائلين إنَّ وجهته القادمة ستكون العاصمة القطرية، الدوحة، ليتسلم سفارة المعارضة السورية هناك. والبعض الآخر قال إنَّ الحكومة التركية لن تبقي على الائتلاف في أراضيها، وبالتالي ليس لديه الرغبة في الإقامة بالشمال السوري المسيطر عليه من قبل فصائل المعارضة.

لذلك نجد أنَّ الديمقراطية التمثيلية لها مثالبها عند قوى المعارضة السورية، فهي تبدأ بغياب المرونة وضآلة الفوارق الجوهرية بين المتنافسين، مروراً بسيطرة رأس المال والدول الداعمة للمرشحين، وأخيراً؛ في وسائل الإعلام التي تشكك في أهلية المرشحين لتمثيل مصالح جميع السوريين فعلياً.

دورته الانتخابية الحالية شابها بعض المنغصات؛ بسبب القرارات التي اتخذها مع فريقه الرئاسي، المكون من ثلاثة نواب للرئيس والأمين العام.

حيث شكل قرار "المفوضية العليا للانتخابات"، فرصة لجمهور المعارضة والثورة لينتفضوا على الائتلاف ورئيسه الحريري، بعد رفضهم في بداية ولايته لمسألة تبديل الطرابيش مع أنس العبدة (الرئيس السابق للائتلاف، رئيس هيئة المفاوضات الحالي).

يصفه رفاقه في الائتلاف ب"البلدوزر"، وبأنه لا يكل ولايمل من العمل؛ نظراً لتواجده على رأس عمله منذ الساعة السابعة، والبدء باجتماعاته في الساعة التاسعة صباحاً، في مقر الائتلاف بإسطنبول ذات الطرق المزدحمة من ساعات الصباح الباكر.

في المحصلة، يصعُب على الكثيرين فهم التمايز والمفاضلة بين الأهداف السياسية البراغماتية أو الأهداف الشخصية للرجل، فهو منذ اللحظة التي انضم فيها إلى الائتلاف، كان منحازاً للواقعية السياسية والرواية الأممية المترافقة مع النشاطات الروسية في أستانا وسوتشي.