الشأن السوري

محليات

معاناة سكان المخيمات بإدلب مستمرة نتيجة الأمطار

الجمعة, 14 يناير - 2022

الطريق- أحمد عبد الرحمن


"فقط في إدلب، عند كل عاصفة مطرية تغرق سفن النازحين بالمستنقعات، مللنا من المناشدات وإرسال الصور والفيديوهات التي لم تخفف من آهات البشر".

بهذه الكلمات المليئة بالحسرة والألم، بدأ "علاء الأحمد" مدير مخيم النسيم، المشيد على أرض حمراء في منطقة حربنوش شمالي مدينة إدلب، حديثه لـ"الطريق".

ويضيف الأحمد، أن أكثر من 100 عائلة نازحة ضمن المخيم تعاني من أوضاع معيشية مزرية، وتعيش في خيام بالية. 

ويتابع أنّ الخيام استبدلت منذ سنتين بالنوعية الرديئة ذاتها، وأتلِف العديد منها نتيجة العواصف، وسط غياب تام للمساعدات الغذائية ومواد التدفئة منذ ذاك الوقت، رغم توجيه عشرات المناشدات للمنظمات والجمعيات ووزارة التنمية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ".

وتشهد مناطق الشمال المحرر منذ ثلاثة أيام، أمطاراً غزيرة وأحوالاً جوية قاسية، تسببت بإلحاق الضرر بعشرات الخيام المشيدة ضمن المخيمات، تحديداً العشوائية منها المبنية دون وضع خطط بناء مسبقة، وسط ضعف كبير في الاستجابة الطارئة للمتضررين من قبل العاملين في الشأن الإنساني، وفي ظل عجز تام للأهالي بتأمين مستلزماتهم اليومية نتيجة الأوضاع المادية.

ولا يختلف حال مخيم "الأخوة" في بلدة كفريحمول عن باقي مخيمات المنطقة الوسطى، إذ قال أحد أعضاء إدارته في حديث لـ"الطريق": إنّ معاناة المهجرين لم تنته، وتشهد تجدداً بشكل دوري مع تغير الأحوال الجوية على مدار فصول العام وخصوصاً فصل الشتاء. مشيراً أن الخيمة غير صالحة للسكن البشري بهذه الأجواء مهما كانت جودتها وحمايتها؛ لوجود أطفال وكبار في السن.

وأشار إلى أنّ جميع المسؤولين عن احتياجات المهجرين، مطلعون على أحوال المخيمات والمعيشة المأساوية داخلها، مطالباً إياهم بالبحث عن حلول بديلة وسريعة تنقل العوائل إلى بر الأمان "لافتاً أن استبدال الخيمة بخيمة أُخرى ليس حلاً دائماً" خاتماً حديثه "المهجرين أمانة في أعناقكم كونوا بجانبهم ولبوا مطالبهم".

وكانت وزارة التنمية والشؤون الإنسانية قد أعلنت عبر معرفاتها، أن إدارة منطقة معرة مصرين قامت بإنشاء قاعدة بيانات كبيرة، بعد أن أحصت العوائل غير المستفيدة والمخيمات التي لحقت بها أضرار نتيجة العواصف والأحوال الجوية؛ وذلك للتخفيف من معاناة الأهالي في تثبيت بياناتهم ولتسهيل عمل المنظمات العاملة في المنطقة.

يشار إلى أن المنطقة تعرضت نهاية شهر كانون الأول الفائت، لعاصفة مطرية وهوائية ألحقت الضرر بأكثر من 2000 خيمة ومحتوياتها موزعة ضمن 100 مخيم، إضافة لقطع العديد من الطرقات المؤدية إلى بعض المخيمات، الأمر الذي خلف حركة نزوح داخلية للعوائل المتضررة ضمن المخيمات، وسط تحذيرات عديدة أطلقت حينها للمنظمات بالتدخل العاجل لتفادي الكوارث.