الشأن السوري

محليات

غضب شعبي واتهامات للسلطات المحلية بالإهمال بعد توزيع كتب السيرة النبوية بمناطق ريف حلب الشمالي

الخميس, 25 نوفمبر - 2021

خاص - الطريق 


تداول ناشطون صوراً لكتاب السيرة النبوية الذي وزعته مديريات التربية التابعة للمجالس المحلية في مناطق شمال وشرق حلب، على طلاب الصف الأول الابتدائي، والذي ضم رسوماً مسيئة للرسول الكريم محمد {صلى الله عليه وسلم}، وأثارت هذه الحادثة ردود فعل سلبية حيث طالب ناشطون وهيئات ثورية بسحب وإتلاف هذه الكتب، محملين السلطات المحلية والحكومة المؤقتة مسؤولية ما جرى.

وأوضحت مصادر محلية لـ " الطريق" بأن الحادثة بدأت ليلة أمس عندما انتشرت الصور على نطاق ضيق عبر وسائل التواصل دون أن تتضح صحتها، ومع ساعات صباح اليوم وزعت الكتب التي تحمل صوراً تعبيرية عن النبي محمد(ص) وزوجته، الأمر الذي أثار سخطاً شديداً لدى الأهالي.

وقال المحامي جاد الحق، من الباب، خلال حديثه لـ " الطريق" إنه لم تظهر أي ردة فعل جادة من المؤسسات الرسمية رداً على الحادثة، بينما ثار الناس لهذه المهزلة، ما دفع السلطات لبدء سحب هذه النسخ. مضيفاً: "يبقى السؤال كيف وصلت الكتب من مرحلة الإعداد إلى مرحلة التوزيع للأطفال دون أن يوقفها أحد... أين دور مديريات التربية بالمراقبة والتنبه لمثل هذا الأمر؟".

كما طالبت "رابطة نشطاء الثورة في حمص" في الباب، السلطات والمؤسسات المسؤولة أن تتأكد من كل نسخة دراسية تأتي إلى المحرر من مادة التربية الإسلامية أو غيرها.

وأوضح عضو الرابطة حسن الأسمر لـ "الطريق" بأن الرابطة تستنكر ما حصل من تصوير شخص النبي(ص) وزوجته في الكتب الدراسية، كما أنها تطالب بالمحاسبة الفورية لكل من لديه يد في هذا العمل ومحاسبته أصولاً. 

وأضاف الأسمر أنه يجب أن يتم إتلاف هذه النسخ بشكل فوري، كما نطالب أن يتم تشكيل لجنة فورية لتدقيق كافة المناهج الدراسية في المناطق المحررة.

كما شهدت مناطق ريف حلب الشمالي حالة من الغضب الشعبي ودعوات لحرق الكتب التي جرى توزيعها، حيث اعتبرها الأهالي مسيئة للسيرة النبوية، فيما أوضحت السلطات المحلية بأن الصور توضيحية ولا علاقة لها بالعبارات التي تتحدث عن حياة النبي.

من جهته يقول الصحفي فايز الدغيم لـ "الطريق" إنه في أحسن الأحوال وإن كانت الرسوم توضيحية ولا علاقة لها بالرسول الكريم، فإنه يجب حذفها لأن الصور والرسوم تعلق في ذاكرة الطفل قبل المعلومة وسيربط ذكر الرسول الكريم بما شاهده على الكتاب من رسوم.

وأوضح الدغيم أنه حتى الكبار تعلق الصور في أذهانهم، ومن منا لا يذكر قصة يوسف التي جسدت في عمل فني تلفزيوني من إنتاج شركة إنتاج إيرانية؟.. فذكر سيدنا يوسف صار مقروناً بالممثل الذي جسد الشخصية، ومقروناً بما شاهدناه في المسلسل.

في حين نفت الحكومة المؤقتة علمها بالحادثة، مشيرةً إلى أن الكتب المدرسية المعتمدة من قبل الحكومة هي من طباعة مؤسسة قطر الخيرية وممهورة بخاتم الحكومة، إضافةً الى عدم وجود مادة باسم السيرة النبوية في المنهاج المعتمد من قبل الحكومة.

واتضح أن مركز الاستشراف للدراسات والأبحاث والذي يديره عماد الدين الرشيد، هو من قام بتأليف الكتب المدرسية بتكليف من وزارة التربية التركية، ووفق بيان صادر عن المركز وقد اطلع "الطريق" على نسخة منه، جاء فيه: " لقد احتوت مقدمات كل درس صوراً معاصرة مع أسئلة عليها؛ لتهيئ التلميذ للدخول إلى الدرس، وليست هذه الرسوم من أحداث السيرة ولا تعبر عنها، فأشخاصها معاصرون لباساً ومكاناً وزماناً، ولا يحتاج الإنسان إلى أدنى جهد من أجل أن يكتشف أنها لا تعبر عن النبي {صلى الله عليه وسلم} ولا عن أحداث حياته".


وأكد البيان أن غاية إدارة المركز من كتب السيرة أساساً تعظيم النبي {صلى الله عليه وسلَّم} في نفوس أبنائنا، مع عوامل جذبٍ واهتمام، وإذا كان شكلُ الإخراج قد يوهم، إلا أنَّ المتابعة تُظهر الغاية من تأليف كتب السيرة النبوية بشكل واضح.

وأشارت إلى أن المركز طَلب من وزارة التربية سحب الكتاب لمعالجة الأمر، وذلك بعد الانتقادات الكثيرة التي طالت الكتب والمركز.

كما ذكرت مصادر أهلية أن قوات من الجيش الوطني وشرطة جرابلس العسكرية قامت بإتلاف وحرق كتب السيرة التي حوت صوراً مسيئةً للرسول محمد {صلى الله عليه وسلم}، ودعا ناشطون لاتخاذ خطوات مشابهة في باقي المناطق التي وزعت فيها الكتب بريف حلب الشمالي.